بحث حول : التربية و التعليم لدى الامازيغ القدماء . (من اعدادي )
بحث حول : التربية و التعليم لدى الامازيغ القدماء . (من اعدادي )
الفهرس :
- مقدمة :
- المبحث الاول : التربية لدى الامازيغي القدماء .
- تمهيد :
- اصل و تسمية الامازيغ :
- تعريف التربية :
- معنى التربية لغة :
- المعنى الاصطلاحي :
- التربية لدى الامازيغ القدامى :
- المبحث الثاني : التعليم لدى الامازيغ القدماء .
- تمهيد :
- تعريف التعليم :
- لغة :
- اصطلاحا :
- التعليم لدى الامازيغ القدامى :
- التعليم الابتدائي :
- التعليم الثانوي :
- التعليم العالي :
- اثر التعليم و التربية في بناء المجتمع الامازيغي القديم :
- خاتمة :
- المراجع :
المبحث الاول : التربية لدى الامازيغ القدماء.
بدايتا كان الإنسان يحيا حياة بسيطة وكانتمتطلبات حياته قليلة من هنا كانت ضروريات العيش في تلك المجتمعات لا يكتنفهاالتعقيد لذا اتسمت متطلبات التربية البدائية بالتقليد والمحاكاة و جوهرها التدريب الآليوالتدريجي والمرحلي أي أن لكل مرحلة من العمر نوعا خاصا من أنواع التربية ونظرالأن المتطلبات الحياتية لم تكن معقدة وكثيرة فلم يكن هناك حاجة لمؤسسة معينة تقومبنقل التراث و تدريب النشأ لأنه لم يكن هناك تراث ثقافيكبير ولم يكن من الممكن الاحتفاظ بما لدى الأفراد في تلك المجتمعات وكان يقومبالعملية التربوية أو التدريبية و عملية تكيف الأفراد مع البيئة الوالدان أوأحدهما أو العائلة أو أحد الأقارب أما أنواع التربية التي كانت سائدة في ذلك العصرفهي التربية العملية التي تقوم على تنمية قدرة الإنسان الجسمية اللازمة لسد حاجاتهالأساسية مثل الطعام والملبس والمأوى وبالإضافة إلى التربية النظرية التي تقوم علىإقامة الحفلات والطقوس الملائمة لعقيدة الجماعة المحلية وكان يقوم بها الكاهن أوساحر القبيلة أو شيخها.
معازدياد متطلبات الحياة اليومية وانتقال الجنس البشري من مرحلة الالتقاط والصيد والرعي إلى مرحلة أكثر استقرارا وهي المرحلة الزراعية وفي هذه الفترة ظهرت التخصصاتالمختلفة وتعقدت الشؤون الحياتية وأصبح من الصعوبة بمكان أن يقوم الوالدان أوأحدهما أو العائلة بعملية التربية لانشغالهم في شؤونهم وكسب عيشهم وصار لا بد منوجود مؤسسة أو هيئة أو أفراد متخصصين يعتنون بالأجيال الصغيرة وينقلون لهاالمعلومات والخبرات ومن هنا نشأت مهنة جديدة هي مهنة المربين أو أماكن العبادة أوتحت شجرة منعزلة وبعيدة عن جمهرة الناس وشيئا فشيئا نشأت المدارس النظامية ومع هذاالتحول والتطور ظهرت الكتابة وبدأت تلك الشعوب والحضارات تسجل نظمها وقوانينهاوشرائعها وطريقة الحياة التي يرضونها ويرسمونها لمجتمعاتهم و من هنا وصلت إلينابعض المعلومات عن تلك الحضارة القديمة وأساليبها التربوية و التعليمية ومنها:
الحضارةالأمازيغية و التي سنتناولها في هذا العرض مركزين على نزع اللبس و التهميش الذيطال هته الحضارة مبرزين أهم خصائص و أساليب التربية لدي الأمازيغ القدامى .
تمهيد :
تعتبرمنطقة شمال إفريقيا أو ما كانيسمى بمنطقة تامازغا المحاذية لحوض البحر الأبيض المتوسط شمالا وشرقا والمجاورةللصحراء الكبرى جنوبا. وكانت تامازغا تمتد من موريتانيا والمحيط الأطلسي غربا إلىحدود مصر وشمال السودان شرقا، ومن شريط البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى النيجرومالي وبوركينافاسو جنوبا. و تقول الحفريات ان الإنسان الأول الذي ظهر في المنطقةوهو إنسان باليكاو , ينسب الى اسمه الى المدينةالتي عاش بها , مدينة تيغنيف المتواجدة بولاية معسكر بالغرب الجزائري , يعتبرالممثل الاول لشعوب شمال إفريقيا , وقد اعلن عن اكتشافه في اكتوبر1952بعد دراسة الحفريات و الأدوات المستعملةفي ذاك العصر وذلك بحضور اربعين مختصا من انحاء العالم والدكتور ليكي مدير متحفنيروبي. و مدينة تيرنيفن او تيغنيف كلمة بربرية تعني البركتين . و هو يتميز بصغرجمجمته نسبيا اذا ما قيست بما هي عليه الآن , و بفك قوي , و اعتمد اساسا على نشاطالصيد , و قد استقر بالجزائر لما يفوق 500 الف سنة ( من 800000 الى250000 قبل الميلاد ).و هذا مايدل على ان الجزائر كانت اول منطقة تعمر من طرف الانسان,و تعتبر الرافد الاول الذي انبعثت منه الحضارات و الشعوب الاحقة .
ويعتبر شعب الامازيغ و هو اول شعب استقر في المنطقة و كان يطلق عليها الإغريق قديما بإسم نوميديا. و في هذا الفصل سنتعرف على اصل الأمازيغ و حضارتهم وأساليب التربية التي اتبعوها .
اصل و تسمية الامازيغ :
وردت كلمة "مازيغ" في نقوش المصريينالقدماء وعند كتاب اليونان والرومان وغيرهم من الشعوب القديمة التي عاصرتالأمازيغيين. وقد عرف الأمازيغ قديما في اللغات الأوروبية بأسماء عديدة منها المورأو الموري (Moors/Mauri)، ومنها أشتق إسم المورو والموريسكيون وحتى إسم موريتانيا والتي تعني أرضنا.اما الإغريق فقد أطلقوا عليهم إسم المازيس Mazyes، كما أن المؤرخ اليوناني هيرودوتس أشار إلى الأمازيغبالكلمة ماكسيس Maxyes، والكلمتين معا تشبهان في مخارجهما لفظة مازيـ(غ)ـس.وأطلق المصريون القدماء على جيرانهم الأمازيغ اسم "المشوش". أما الرومانفقد استعملوا عدة تسميات للشعب الأمازيغي بينها النوميديون، الموريتانيون، والريبووحتى البرابر. وكان العرب غالبا يطلقون عليهم اسم المغاربة وأهل المغرب أو البربرنقلا عن الرومان.
كلمة "مازيغ" مفرد تجمع على"إيمازيغن" ومؤنثه "تمازغيت" وجمع المؤنث"تمازغيين". ويحمل هذا اللفظ في اللغة الأمازيغية معنى الإنسان الحرالنبيل أو ابن البلد وصاحب الأرض، ويجعلها بعضهم نسبة لأبيهم الأول "مازيغ". [1]
يختلف كثير من الدارسين في تحديد جذور الأمازيغ، فقد جمع محمد خيرفارس آراء مجموعة من الأنتروپولوجيين، فحصرها في عدة نماذج بربرية، " أحد هذهالنماذج يمت إلى شعوب البحر المتوسط، والثاني يعود إلى أصول مشرقية، والثالث إلىأصول ألبية. وكما يقول ديبوا: هناك أيضا نموذج رابع هو النموذج الأبيض الأشقر، ولايمكن ربطه بالاحتلال الوندالي، فهو موجود منذ القديم."
الأصل السامي : هناك مجموعة منالباحثين يذهبون إلى أن الأمازيغ من أصول مشرقية عربية حميرية، هاجروا بسببالجفاف، وتغير المناخ، وكثرة الحروب إلى شمال أفريقيا، من اليمن والشام، عبرالحبشة ومصر، فاستقروا في شمال أفريقيا، وبالضبط في غرب مصر، وليبيا، وتونس،والجزائر، والمغرب، وشمال السودان، ومالي، والنيجر، وبوركينا فاصو، وجزر الكناريا،والأندلس، وجزر صقلية بإيطاليا.
وقد اتبع هذا الراي كل من ابن خلدون حيث قال :"إن أفريقش بن قيس بن صيفي، من ملوك التبابعة، لما غزا المغربوإفريقية، وقتل الملك جرجيس، وبنى المدن والأمصار، وباسمه زعموا سميت إفريقية لمارأى هذا الجيل من الأعاجم، وسمع رطانتهم، ووعى اختلافها وتنوعها تعجب من ذلك، وقالما أكثر بربرتكم، فسموا بالبربر، والبربرة بلسان العرب هي اختلاط الأصوات غيرالمفهومة. ومنه يقال بربر الأسد إذا زأر بأصوات غير مفهومة. وأما شعوب هذا الجيل وبطونهم،فان علماء النسب متفقون على أنهم يجمعهم جذمان عظيمان، وهما برنس ومادغيس، ويلقبمادغيس بالأبتر. فلذلك، يقال لشعوبه البتر، ويقال لشعوب برنس البرانس، وهما معاابنا بر، وبين النسابين خلاف هل هما لأب واحد، فذكر ابن حزم عن أيوب بن أبي يزيدصاحب الحمار أنهما لأب واحد على ما حدثه عنه يوسف الوراق، وقال سالم بن سليمالمطماطي وصابى بن مسرور الكومي وكهلان بن أبي لووهم نسابة البربر أن البرانس بتر،وهم من نسل مازيغ بن كنعان، والبتر بنو بر بن قيس بن غيلان، وربما نقل ذلك عن أيوببن أبي يزيد، إلا أن رواية ابن حزم أصح؛ لأنه أوثق.(وأما) شعوب البرانس، فعند النسابين أنهم يجمعهم سبعةأجذام، وهي أزداجة، ومصمودة، وأوربة، وعجيسة، وكتامة، وصنهاجة، وأوريغة، وزاد سابقبن سليم وأصحابه لمطة، وهسكورة، وجزولة..."و قديما، قد قال القديس الجزائري الأمازيغي أوغسطين قولةمأثورة، وهي أن الأمازيغ كنعانيو الأصل:" إذا سألتم فلاحينا عن أصلهم؛سيجيبون: نحن كنعانيون".
الاصل الحامي : هناك من الباحثين منيقول بالأصل الحامي للبربر. بمعنى أن البربر من أبناء حام بن نوح، هاجروا الجزيرةالعربية، فاستقروا في السودان وبلدان شمال أفريقيا، وتنتمي لغتهم البربرية إلىالفصيلة الحامية التي تلتقي فيها مع بعض اللغات الأفريقية، مثل: الكوشيتية،والمصرية. ويهدف هذا التصور إلى عزل البربر عن العرب. وقد نشأ هذا التصور فيألمانيا سنة 1912م مع صاحبه س.ماينهوف. وقد تبنى أحمد بوكوس هذا التصور، حيث اعتبرالبربرية " لغة مستقلة من حيث العلاقة الوراثية التاريخية بالنسبة للعربيةالفصحى، إذ تنتمي الأمازيغية إلى ما يسمى بفصيلة اللغات الحامية، بينما تدخلالعربية ضمن فصيلة اللغات السامية، وإن كانت هاتان الفصيلتان تشتركان على مستوىأعلى في إطار فصيلة الحامية-السامية، وفي الفصيلة الأفريقية -الآسيوية.
ومن اصحاب هذا الرأي محمد الشطيبي الأندلسي، في كتابه التاريخي (الجمان في مختصر أخبار الزمان)، بأن أصول البربرحامية، تعود إلى حام بن نوح الذي هرب مع بنيه إلى أفريقيا الشمالية، بعد هزيمتهأمام بني سام. وأكثر من هذا، فإن جالوت البربري قد هرب مع بنيه إلى أفريقيا، بعدأن طرده داود عليه السلام من بلاد فلسطين، بعد هزيمته النكراء أمامه. وفي هذاالسياق، يقول الشطيبي" ذكر أهل علم السير أن بني حام تنازعوا مع بني سام، فانهزم بنو حام، وخرجإلى المغرب هو وبنوه، وتناسلوا فيه، فاتصل بنوه من أرض مصر إلى آخر المغرب إلىمجاوره السودان، وكان بسواحل المغرب الأقصى الإفرنج والأفارقة، فكانت ذرية حام فيالمداشر والخيام والأعاجم الأول في البلدان، وبقيت أكثر أولاد حام في بلاد فلسطينمن أرض الشام إلى زمن داود عليه السلام، وهو أول نبي أتاه الله الملك وعلمه ممايشاء.[2]
اما الإمام أبو عمر بن عبدالبر،صاحب التمهيد، في كتاب الأنساب فقد قال : ( البربر من القبط، والقبط هو ولد قبط بنحام بن نوح عليه السلام، أول ما نزل قبط بن حام مصر وأورث بها بنيه، وهم القبطالتي كانت ملوكهم الفراعنة ومنهم تَنَسَّلَت البربر).
الاصل الهندي الاوروبي : هناكمجموعة من الباحثين من يقول بأن الأمازيغين قد أتوا من الهند، فاستقروا في أوروپا،وهم من أولاد يافت، والدليل على أوروبيتهم شعرهم الأشقر. وفي هذا، يقول عثمانالكعاك: " يذهب البعض من العلماء إلى أن البربر من أصل هندي أوروپي.أي: منالأصل اليافتي المنسوب إلى يافت بن نوح عليه السلام، خرجوا في عصور متقادمة منالهند، ومروا بفارس ثم بالقوقاز، واجتازوا شمال أوروپا من فينلاندا إلىإسكندينافيا، ثم بريطانيا الفرنسية، ثم إسپانيا، ويستدلون على ذلك بالمعالمالميغالينية أو معالم الحجارة الكبرى من المصاطب(الدولمين)،والمسلات (المنهيد)، والمستديرات (الخرومليكس) التي بثوها على طول هذه الطريق، وهي توجد بشمال أفريقيا،وتنتهي بالمفيضة. كما يستدلون بأسماء قبائل الكيماريين بفينلاندا والسويد وبنيعمارة في المغرب وخميس بتونس، فالأسماء متشابهة جدا؛ أو بالحرف الروني المنقوش علىالمعالم الميغالينية، فإنه يشبه الخط اللوبي المنقوش على الصخور بشمال أفريقيا،ولبعض الخصائص البشرية، كبياض القوقازي، وزعرة الشعر المتصف بها الشماليون.".
وتذهب الدراسات التاريخية اليونانية والرومانية القديمة إلىأن أصل البربر أوروبي، أو أنهم اختلطوا بالأوروبيين، " فأبو التاريخ هيرودوت (Herodotes) لا يتردد في نسبتهم إلى الطرواديين الذين طردوا من طروادة، بعد أن حطمهاالتحالف الإغريقي ما بين القرنين 11و12 قبل الميلاد. وترد رواية أخرى عن الإغريقتنسب البربر إلى مدينة ميسينا.الاصل المحلي او الافريقي :هناك مجموعة من الباحثين والدارسين الأمازيغيين المحليين من يدافع عن الأصولالأفريقية للسكان الأمازيغ (إبراهيم أخياط ،ومحمد شفيق مثلا)، ويعتبرونهم وحدهم السكان الأقدمين الذين استوطنوا شمال أفريقيامنذ زمن قديم. وأنه من العبث البحث في جذور الأمازيغيين، كما يتضح ذلك جليا فيقولة محمد شفيق: " إن المؤرخين العرب كادوا يجزمون، في العصر الوسيط،أن" البربر" من أصل يماني. أي: من العرب العاربة الذين لم يكن لهم قطعهد بالعجمة؛ وعلى نهجهم سار المنظرون للاستعمار الفرنسي الاستيطاني في القرنالماضي وأوائل هذا القرن، فأخذوا يتمحلون البراهين على أن البربر أورپيو المنبت،خاصة الشقر والبيض منهم. ومن الواضح أن الحافز في الادعاءين كليهما سياسي، سواءأكان صادرا عن حسن نية أم كان إرادة تبرير للاستيطان.
وهكذا، يتبين لنا بأن أصول الأمازيغأفريقية محلية، أصلهم من أفريقيا الشمالية، وموطنهم هو تامازغا، أو المغرب الكبير،أو شمال أفريقيا التي تمتد حتى السودان، ومالي، ونيجيريا، وبوركينافاصو، وبلادالطوارق، وجزر كناريا...
الأصلالمزدوج للأمازيغيين:هناك باحثون آخرون يقولون بالأصل المزدوج للبربر، فهم - حسب هذا الرأي-يجمعون بين السلالتين: السلالة السامية والسلالة الهندوأوربية،" فالسلالةالأولى هي الهندية الأوروبية التي نزحت إلى إفريقيا من آسيا ثم أوروبا على طريقصقلية وجبل طارق، وبالأسلوب الذي ذكرناه في قولة سابقة؛ والسلالة الثانية ساميةأولى كما وصفنا، ثم التقت السلالتان بالمغرب، وهذا ما يفسر لنا اختلاف الخصائصالبشرية عند البربر في السحنة، ولون الشعر والعيون، وشكل الجمجمة، وحتى اللهجات،وهذا ما يفسر أيضا الخلاف القائم بين مصمودة وصنهاجة مثلا" [3]
تعريفالتربية :
معنىالتربية لغة :
جاءفي لسان العرب: ربا الشيء: زاد ونما. وأربيته : نمَيتُه في القرآن الكريم: يربيالصدقات أي يزيدها وربوت في بني فلان أي نشأت فيهم. وفي المعجم الوسيط. تربي: نشأ وتغدى وتثقف ورباه : نمى قواه الجسدية والعقلية والخلقية وهكذا فإن المعنىاللغوي في لغتنا العربية لكلمة تربية يتضمن العناصر التالية: • النمو والزيادة - التغديةوالتنشئة - التثقيف كما أن الكلمة تستعمل للإنسان ولغيره من الكائنات الحية.المعنىالاصطلاحي :
المعنىالاصطلاحي لكلمة يتعرض لتفسيرات متباينة، ذلك لأن العمل التربوي ينصب على تنشئةالإنسان وتكوينه، كما أن الذي يتولى هذا العمل هو الإنسان نفسه، و الإنسان في تغيروتطور مستمرين في نظرته إلى نفسه وإلى العالم من حوله في تبدل دائم ويقوم عاملاالزمان والمكان يدور كبير في ذلك. يقول لستر : (LesterSmith) سميث إنمعنى التربية لا يتأثر بمرور السنين فحسب بل يتأثر باختلاف المكان " حيثنجد لكلمة تربية معنى خاصا في كل قطر من الأقطار بل أن هذا المعنى لا يكون واحداداخل القطر الواحد, فالمناطق الريفية تحتاج إلى نوع من التربية يختلف عن ذلك الذييلائم المناطق الصناعية المزدحمة... يقول لستر سميث أيضا : " نحننرتكب خطأ كبيرا حينما نفسر التربية ونشرحها في المجتمعات النامية, بنفس الطريقةالتي نصطنعها في المجتمعات المتقدمة ".التربيةلدى الامازيغ القدامى :
منالمعروف في الوثائق التاريخية القديمة والحديثة والمعاصرة أن الحضارة الأمازيغيةقد انتشرت تقافتها أيما انتشار بين ضفاف حوض البحر الأبيض المتوسط ووراء الصحراءالكبرى ، وذلك بعد أن استفادت هذه الحضارة من ثمار مجموعة من الحضارات المجاورةكالحضارة الفينيقية، والحضارة المصرية،والحضارة اليونانية، والحضارة القرطاجية، والحضارة الرومانية. كما انالثقافة الامازيغية بصفة عامة تميزت بالشمولية بحيث انها مزيج بين الحضاراتىالسابقة و هذا ما سنلاحظه في طرق التربية التي اتبعها الامازيغ القدامى .
تعتبر الاسرة الامازيغية هي ملقن التربيةالاول لطفل الامازيغي . فالعائلة الامازيغية هي عائلة اغناطية (Agnatique) ابوية (Patriacale) تنتمي لنسب الابوى و ممتدة تمثل الجد و الابناء و الاحفاد . والسلطة دائما للاكبر سنا . و يلاحظ ايضا ان العائلة الاموسية (Famille Matriarcale) الذي لا تزال بعض خصائصها مستمرةفي المجتمع التارقي . كان نتيجة الاحتكاك بالمجموعات الزنجية جنوب الصحراء التيكان هذا الشكل العائلي شائعا عندها لان استقرار شكل العائلة الابوية في المناطقالاخرى (الشمالية ) كان ثابتا منذ قرون طويلة . لكن النظام الابوي لم يشكل ايتمييز بين الذكر و الانثى في المجتمع الامازغي فلملاحظ ان لهما نفس الحقوق و نفس الواجباتو يمارسون نفس النشاطات حتى ان الزواج المتعدد في المجتمع الامازغي كان غائبا .اما الطلاق فكان مسموحابه و يمكن للمطلق اعادة الزواج مرة اخرى التبني كان شائعافقط بين الاقارب.[4]
ان النساء يتلقيننفس التربية التي يتلقاها الرجال فتعلم القتال و الزراعة و ممارسة التجارة والرياضة كانت مفتوحا للجميع و السيطرة كانت للافضل و هذا ما ذكره هيرودوت عنالنساء الامازونيات و اللواتي يتصفن بالجمال و القوة العجيبتين حيث كنا يقاتلن فيالحروب و يتزوجن و ينجنين الاطفال مثل النساء العاديات تماما و ذكر ايضا ان النساءكن يصارعن الرجال في مبارزات قتالية و عندما كانت الفتاة تفوز تعلق ربطة جلدية حولكعبها. كان ايضا للجد و الجدة مكانة خاصة لدى المجتمع المازيغي حيث مثل كبار السنمنبع للحكمة و العلم الكبيرين و وجب على الجميع طاعتهم و توقيرهم و الاخذ بأرائهم[5] .
امتاز المجتمعالامازيغي بقوة الروابط الأسرية و القبيلة مما ادى أحيانا الى الدخول في حروبتعصبية و اتسمت العلاقة بينهم بالتضامن الكبير ظاهرة التويزة و كذلك الحب والتكافل بحيث كانوا يمارسون نشاطات ثقافية و اجتماعية مثل الاحتفالات بالاعيادالخاصة كعيد الربيع و عيد الفلاحين و هذا ما زاد في تقوية لحمتهم كوجود واحد و حفاظهملغاية اليوم على الكثير من عاداتهم وتقاليدهم
لم يكن الدين ذواهمية كبيرة لدى الامازيغ فقد تعددت معبوداتهم بتعدد مستعمريهم فلم يذكر لهم طقسديني خاص او قرابين تقدم للاهلة على وجه الخصوص لكن هيريدوت قال ان : الليبينيعرضون عن اكل لحم البقرة و الامتناع عن تربية الخنازير . بل ان نساء قورينةيعتبرن اكل لحم البقرة نوعا من الإثم لايزيس الربة المصرية التي يكرمنها بالصيام والاحتفالات .[6]
كان للاسطورة والعرف و السحر الاثر العميق في تربية الانسان الامازيغي فقد كانوا حسب هيريدوت يأخذوناطفالهم عند بلوغ سن الرابعة من العمر و يقومون بكي عروق اعلى الراس و احيانا عروقالصدغ بواسطة صوف للكبش و ذلك حفاظا على سريان دائم للبلغم و ضمانا لصحة الجيدةحسب قولهم .
و يلاحظ انالنساء كن يقمن بوشم اشكال على وجوههن من اجل الزينة و كذلك تعتبر الاوشمة ايضاعبارة على تعويذات سحرية شرف النساء .
اهتم الامازيغكثيرا بالتربية البدنية حيث كان من الضروري المشاركة في الالعاب الاولمبية بحيثيتعلم الشاب الامازيغي الركض و المصارعة و الرماية و رمي القرص و القفز و قد ذكرالتاريخ الكثير من الابطال الامازيغ الذين استطاعو الفوز في الالعاب مثل هرقلالافريقي و هذا ما جعل الفرد الامازيغي كان اصح الناس و اقواهم تحملا للصعاب واشجعهم في الحروب لذلك كانت الشعوب المجاورة تحاول الاستفادة من قوتهم و شجاعتهمفي مختلف الحروب التي عرفتها الحضارات القديمة و لذلك فقد شاركوا مع المصريين والفرس و اليونانيين و مع الرومان بحيث انهم مثلوا نسبة كبيرة من الجيش الروماني واتخذوا فيه اعلى المراتب العسكرية مثل الجنرال الامازيغي تاكفاريناس .
لقد احب الامازيغالفنون و المسرح فقد شيدوا المدرجات و المسارح و نشروا الفنون و كتبوا الشعر والمسرحيات و ابدعوا فيها و قصة الحمار الذهبي و التي تعتبر اول رواية في تاريخالبشرية كتبها الكاتب الامازيغي ابوليوس الامادوري .
لقد امتزجتاساليب الحضارات القديمة في التربية كلها لدى المجتمع الامازيغي لكن هذا لم يسمحللهوية او العادات الامازيغية ان تزول و يعتبر العلماء و المؤرخون ان الامازيغ فيالوقت الحالي لا يختلفون كثيرا عن الامازيغ القدماء .[7]
المبحث الثاني : التعليم لدى الامازيغ القدماء .
تمهيد :
لقدذكرنا اهم مميزات التربية لدى الامازيغ فيالفصل السابق و في هذا الفصل سيتم التطرق الى اهم مراحل و خصائص و مناهج التعليمالتي تداولها الامازيغ القدامى و سنستلخص دور التربية و التعليم في بناء الشخصيةالامازيغية القديمةتعريف التعليم :
لغة :من علم، وعلمه الشيء تعليما فتعلم .
اصطلاحا :
بدأالتعليم منذ أقدم مجتمعات ما قبل التاريخ، حيث قام البالغون بتدريب يافعي المجتمععلى خبرات ومهارات ذلك العصر. في مجتمعات ما قبل الكتابة كان ذلك يتم شفهياًعنطريق رواية القصص التي تنتقل من جيل إلى آخر، لكن عندما توسعت مدارك الثقافات إلىما هو أكثر من مجرد مهارات ظهر التعليم الرسمي، فظهرت المدارس في مصر في عهدالممكلة المتوسطة. أسس أفلاطون أكاديميته في أثينا التي تعتبر أول معهد للتعليمالعالي في أوروبا.ثم أصبحتالإسكندرية-المبنية عام 350 ق.م- خليفةأثينا كمهد للعلوم الفكرية وبنيت فيها مكتبة الإسكندرية. وفي الصين وضع كونفوشيوس (551 -479 ق.م) مذهبه الذي أثر علىالمناهج التعليمية في الصين واليابان وكوريا وفيتنام.و التعليمهو عملية يتم من خلالها بناء الفرد ومحو الأمية في المجتمع، وهوالمحرك الأساسي في تطور الحضارات ومحور قياس تطور ونماء المجتمعات فتقيم تلكالمجتمعات على حسب نسبة المتعلمين بها.
وقد ذكر ابن خلدون في مقدمته أن "الرحلة في طلب العلوم ولقاء المشيخة مزيد كمال في التعليم"،وأضاف بأن البشر يأخذون معارفهم وأخلاقهم وما ينتحلون به من المذاهب والفضائل تارة علما وتعليما وإلقاء وتارةمحاكاة وتلقينا مباشرة.
التعليم لدى الامازيغ القدامى :
قلد الامازيغ القدامىاليونان و الرومان في نظام التعليم الذي تبنوه . و هكذا اكتشفوا اولا الريطوريقا والدراسات الادبية بشكل عام . و في البداية سواء عند الامازيغ او عند الرومان كانتمواد التدريس تنحصر فقط في الادب الاغريقي و نحو اللغة الاغريقية و الريطوريقا والسفسطة و الرسم و النحت و الموسيقى و الرقص . و كانت هذه المواد تعطى اما على شكلدروس خاصة بالمنازل او على شكل دروس جماعية بامكنة عامة . و كانت الدروس تعطىباليونانية سواء في روما او في شمال افريقيا القديم . و لم تبدأ اللاتينية تحل محلاللغة اليونانية في التدريسالا مع ظهور كتاب لاتين كبار , خاصة في نهاية القرن 1 ممع شيشرون ( (Ciceron (106 -43 ق.م) و فيرجيل (Virgile) (70-19 ق.م) و غيرهما. و كلن رغم ذلك بقيت الفلسفةيونانية في مضمونها و في لغة تدريسها , و لم يفد تاثير شيشرون اي شيء في هذاالميدان . و لقد سيطرت على الساحة الفلسفية الرومانية مجموعة من المدارس اليونانية, و خاصة الفيثاغورية و الابيقورية و الرواقية , ثم اخيرا الافلاطونية الحديثة (منالقرن 3 ق.م حتى القرن 5 م).بعدشيشرون كتب بعض الفلاسفة الامازيغ و الرومانيين باللاتينية لكن اغلبهم كان يفضلالكتابة باليونانية و حتى الذين كتبوا باليونانية . يمكن قول نفس الملاحظة علىالمواد العلمية المدروسة بالتعليم العالي . لقد بقيت هذه المواد تعطى بالغةاليونانية . فالطب مثلا كان يدرس باليونانية حتى القرن 5 م و ما كان يدرس احياناباللاتينية احيانا الا ترجمات لنصوص يونانية الاصل .
والواقع ان المثق الروماني و الامازيغي القديمين كانا يتقنان اللغتين اللاتينية والاغريقية الى درجة ان تداولهما معا في نفس المحاضرة كان امرا عاديا لا يخلق ايةبلبلة لدى المستمع .
ولقدطهر و تطور التعليم النظامي بشمال افريقيا القديم بالنحو التالي :
التعليم الابتدائي :
اذااخذنا منطقة قورينا (ليبيا الحالية ) التي كانت مستعمرة يونانية منذ القرن 7 ق.م ,فيمكن القول ان التعليم الابتدائي ظهر بشمال افريقيا و بروما في نفس الوقت تقريبااي خلال القرن 6 ق.م . و يقوم بهذا التعليم معلم ابتدائي (PrimusMagiter) متخصص و تستغرق مدة التدريسخمس سنوات , فيها يتعلم التلاميذ القراءة و الكتابة و الحساب .
التعليم الثانوي :
لميظهر التعليم الثانوي عند الرومان الا في القرن 3 ق.م وهي فترة كانت فيها الثقافةمزدهرة في قورينا بشمال افريقيا و كان التبادل الثقافي بين هذه الاخيرة و اثينا منجهة و بينها وبين الاسكندرية من جهة ثانية في اغنى صوره و لم ياخذ التعليم الثانويعند الرومان صيغته النهائية الا في اواخر القرن 1 ق.م حيث بداتنصوص بعض الشعراءاللاتنيين مثل (Virgile)تدرس بالمدارس الثانوية. و يقوم بالتدريس بالتعليم الثانوي استاذ نحوي و تستغرق مدة التعليم سبع سنوات .يعتمد مقرر الدراسة بالثانوي على تلقين الدروس الكلاسيكية (شعرا اكانت او نثرا)سواء باللغة اليونانية او اللاتينية .يفسرالاستاذ النص و يعطي في نفس الوقت درسا في النحو و يجبر التلاميذ على حفظ الدرس عنظهر قلب و عرضه امام الاستاذ . ومن بين الشخصيات المدروسه انذاك : الفيلسوفالامازيغي ابوليوس المادوري (Apulée de Madaure)(125-180 ق.م) و الشاعر فيرجيل و الكاتب شيشرون و اوربيد (Eurpide) (480-406 ق.م) و هوميروس (Homère)وهيزيود (Hésiode) (ق 8 ق.م – ق 7 ق.م)و ديموستين (Démosthène) (384 – 322 ق.م) وغيرهم . و يقوم الاستاذ النحويايضا بتلقين بعض المباديء في العلوم العقلية مثل الرياضيات و الهندسة و الحساب والموسيقى و علم الفلك . ثم يضيف مادتي فني المسرح و الفيلولوجيا . و ابتداءا منالقرن 1 ق.م اضاف الرواقيون مادة تقنية اخرى موضوعها الدراسات المنهجية لعناصراللغة ( اي التحليل المنطقي لبنية اللغة).
التعليم العالي :
بحكماستفادة منطقة قورينا من الثقافة اليونانية ظهر في هذه الجهة من شمال افريقياالقديم التعليم العالي قبل ظهوره في روما اي قبل القرن 1 ق.م و لقد سيطرت على هذاالمستوى التعليمي حينئذ مادة الريطوريقا و لكن رغم ظهور مدرسة الريطوريقا عندالرومان لم تكن الدروس تعطى باللاتينية بل باليونانية سواء في روما او في شمالافريقيا . يقوم بالتدريس في التعليم العالي الاستاذ الريطوريقي او الخطيب و تشملمواد التدريس على الخصوص على مواد خطابية اهمها الريطوريقيا نفسها و على موادفلسفية موزعة على ثلاث اختصاصات : الاخلاق و الطب و المنطق و على مادتي التاريخ والجغرافيا . لكن التعليم العالي القديم كان يعادل بالنسبة لكثير من الطلبةالامازغيين دراسة الريطوريقا فقط . وكانت هذه الاخيرة تمارس في المسائل القضائية والسياسية و البيانية . يقدم فيها الاستاذ الجامعي اولا دروسا نظرية حسب ما ورد فيمؤلفات ارسطو و شيشرون ثم يعرض نماذج خطابية تنسب لكتاب كبار و اخيرا يتمرن الطالبعلى تطبيق اما في المرافعات القضائية او في مواقف سياسية او بيانية .اماالفلسفة في التعليم العالي فقد كانت تعلم داخل مدارس (ما يعادل الزوايا بشمالافريقيا القروسطي) او على شكل دروس حرة من طرف اساتذة مستقلين . كما ان هناكاساتذة للفلسفة متجولين .
يبداطالب الفلسفة بدراسة مسائل عامة حول تاريخ الفلسفة ثم بعد ذلك يتفرغ لدراسة فلسفةالمدرسة (او الزاوية) التي ينتمي اليها و غالبا ما يحتوي المقرر الدراسي على ثلاثنماذج نظرية :
- نموذج في مباديءالمعرفة (المنطق)
- نموذج حول العالم(الفيزياء و الجغرافيا الفيزيائية )
- نموذج في علم الاخلاق
وهذاالتقسيم عرفه اليونان منذ التلامذة الاوائل لافلاطون و بقى نفس التقليد حتى نهايةالعصر القديم و كانت كل المواد الفلسفية تعطى باللغة اليونانية.[8]
اثر التعليم و التربية في بناء المجتمع الامازيغي القديم :
لقد كان لكل من التربية والتعليم في المجتمع الامازيغي القديم اثر بالغ الاهمية في رسم معالم شخصية المثقفو الانسان الامازيغي القديم و استخلص المؤرخ الفرنسي مونصو اهم مميزات هذه الشخصيةو المتمثلة في :بشكل عام تاثر الامازيغيالقديم بالافكار اليونانية و خاصة الافكار الهيلينستية كما كانت متداولة بمصر وسوريا القديمتين و هكذا نجده معجبا بالافلاطونية الجديدة و التصوف الديني والفلسفي اما من حيث الاسلوب فقد تاثر الامازيغي القديم باسلوب المؤرخ الرومانيسالوست (Salluste) وهو اسلوب ثاقب و سريع ومباشر يختلف عن اسلوب الاديب الروماني المعروف شبشرون الثقيل و الكثير التقنية .فالامازيغ القدماء اذا يونانيون من حيث افكارهم و رومانيون من حيث اسلوبهم
ولعالامازيغ القدماء بالافلاطونية الحديثة ادى بهم الى حب التصوف فهذا الاخير منالمكونات الاساسية للحياة الثقافية بسشمال افريقيا القديم و من المسائل التيارتبطت به حب العمل في اطار الجماعات الدينية اي الزاويا و حب الديانات الغريبة اوعلى الاقل التاويلات المتطرفة لنفس الدين . لقد اذ الامازيغي بجد كل النزواتالافلاطونية الجديدة و السحر و التنجيم .
الامازيغيذو فكر خصب و ذو خيال حاد و هنالك من يعمم هذه الخاصية لذهنية الامازيغية بشكل عامو يلح مونصو هنا على اهمية الريطوريقا في الحياة اليومية و الادبية للامازيغي بليعتقد ان الريطوريقا هي الاسلوب الاكثر ملاءمة للشخصية الامازيغية و حب الامازيغيللريطوريقا راجع الى حبه لضجيج و الاجواء الجماهيرية و يكفي الرجوع الى شخصيتيابوليوس المداوري و القديس اوغسطينوس لتاكد من سلامة هذه الاحكام .
بعتباران الامازيغي ميال الى الخيال فاءنه غالبا ما يخلط بين الواقعي و الخرافي و كثيراما يخطيء الاحساس بالمقادير و بالتالي لا تستهويه الحالات التي تقتضي النظام اوتقتضي القياس
بشكلعام يشبه مونصو الامازيغي بالاله الروماني يانوس (Janus) ذي الوجهين فمن جهة هناك المظهر الخارجي الصافيو المعبر عن نوع العقلانية و التماسك المعرفي على الطريقة الغربية و من جهة اخرىهناك الهيئة المتقلبة و الحالمة على الطريقة الشرقية .[9]
خاتمة :
إن مبدأ التربية و التعليم هوالعنصر الوحيد الذي لا يجب على أي قوة لها غايات سامية , وأهداف جليلة , ومهامعظيمة أن تتغافله أو تنحيه جانبا . فحسنهما يعني حسن صناعة العقول , وحسن صناعةالعقول يعني حسن التعامل مع الأهداف , وحسن التعامل مع الأهداف يعني حسن تحقيقأفضل معدلات انجاز نسعى إلى تحقيقها في أرض الواقع, وحسن تحقيق معايير الانجازالعالية في مختلف المجالات الحياة لا شك أنه يعود بالخير على الإنسان, وبالتالييساهم هذا المردود في حسن بناء الإنسان السوي , الذي لو وجد لنهض بوجوده المجتمعكله . وهذا هو هدف أي قوة إصلاحية حقيقية في المجتمع .
ولهذا سعت كل الحضاراتالقديمة في تقديم افضل الحلول و الدعم لدفع عجلة التربية و التعليم نحو الافضل وهذا واضح جدا في التاريخ فابرز الحضارات و التي استمرت مدة اطول هي من كانت تملكنماذج افضل لتربية و التعليم .
المراجع:
الكتب :
- عقون محمدالعربي، الاقتصاد و المجتمع في الشمال الافريقي القديم . ديوان المطبوعات الجامعية ، الطبعة الاولى،الجزائر، 2008.
- هيريدوت . احاديث هيريدوت عن الليبين(الامازيغ). ترجمة مصطفى اعشي . منشورات المعهد الملكي لثقافات الامازيغية .المغرب . 2009
- اسطيفان اكصيل . تاريخ شمال افريقيا القديمالجزء 5. ترجمة محمد النازي السعودي . منشورات المعهد الملكي لثقافات الامازيغية .المغرب . 2007 .
- عبد السلام بن ميس . مظاهر الفكر العقلاني فيالثقافة الامازيغية القديمة .IDGL لنشر و التوزيع .المغرب . الطبعة الثانية . 2010 .
المقالات :
- جميل حمداوي . اصول الانسان الامازيغي . مجلةالالوكة الثقافية . تاريخ الاضافة 10/08/2014.
- كمال القصير . الامازيغ او البربر التسمية اوالاصول . الجزيرة نت.
الهوامش :
[1] كمالالقصير . الامازيغ او البربر التسمية او الاصول . الجزيرة نت
[2] جميل حمداوي . اصول الانسان الامازيغي . مجلةالالوكة الثقافية . تاريخ الاضافة 10/08/2014.
[4] عقون محمد العربي، الاقتصاد و المجتمع في الشمال الافريقيالقديم . ديوان المطبوعات الجامعية ، الطبعة الاولى،الجزائر، 2008،ص.172.
[5] هيريدوت . احاديث هيريدوت عن الليبين(الامازيغ). ترجمة مصطفى اعشي . منشورات المعهد الملكي لثقافات الامازيغية .المغرب . 2009 . ص 68
[6] نفسالمصدر السابق . ص 70
[7] اسطيفان اكصيل . تاريخ شمال افريقيا القديمالجزء 5. ترجمة محمد النازي السعودي . منشورات المعهد الملكي لثقافات الامازيغية .المغرب . 2007 . من ص 145 الى ص 198 بتصرف
[8] عبد السلام بن ميس . مظاهر الفكر العقلاني فيالثقافة الامازيغية القديمة .IDGL لنشر و التوزيع .المغرب . الطبعة الثانية . 2010 . ص 32.33.34.35.36 .
[9] نفس المصدر السابق . ص 59.60 .
تعليقات
إرسال تعليق